من مظاهر الاصاله التى يتمتع بها المصريون...الاعتزاز بكل قديم حتى يرحل تماما عن الوجود أو ربما حتى يرحلوا هم انفسهم...ترى ذلك مطبقا بصوره نمطيه فى كل مكان....ففى الجهات الحكوميه هناك ما يسمى بالعهده و كثير من الاقفال و أصحاب العهده من حاملى ماديليات مفاتيح هائلة الحجم ..تورث من جيل لأخر ليتعهد بالحفاظ على نفس العهده المصانه منذ زمن
أنظر فى اى بيت ..ابحث قليلا و تجاهل انه ليس منزلك... هل وجدته ؟؟!! ركن الكراكيب ,فى بير السلم , أو فى الصندره,أو شرفة المطبخ أو دولاب الحائط ...كلها اماكن تصلح ...تجد كراتين... و اكياس و آنيه تحتوى كل ما يحلم به بائع روبابيكيا متمرس ..... فهذا كشكول محاضرات شاب من الثلاثينيات لكنه معتز به لدرجه جعلت أقرباؤه يعتزون به حتى بعد مماته ...ماذا عن تلك الاشلاء ؟!! انها قطع دميتها المفضله,كان مكانها فى النيش بالطبع حتى قررت تغيير الديكور.. و ماذا عن الآنيه ..انها كل تلك العلب التى حوت يوما صلصة و مربى و عسل..ربما احتاجناها يوما
هكذا تعرف ان لا مستقبل لبائعى الروبابيكيا فى مصر
الق نظرة الان فى جراج المنزل..تلك السيارة العتيقة القابعة كوحش اسطورى.... لن اندهش لو وجدت عجلة القيادة ناحية اليمين ..تشبه فى شكلها المربع الصارم و لونها الصحراوى الباهت بتلك التى اراها فى افلام الحرب العالمية .... ربما ورثها صاحبها عن جد جده .. هى لا تتحرك تقريبا , لكنه يحبها جدا , ينظفها باستمرار و يجلس بها مستعيدا احاسيس و حيوات من رحلوا و لم يعرف عنهم شئ.... يتعرف اليهم من خلالها , فهى رأت و سمعت كل شئ و كانت هناك دائما تجوب شوارع يمشى هو بها كل يوم لكنه لم يرها مثلما رأتها هى
جالت كل تلك الصور بخاطرى أثناء تشريحى لذلك الاخطبوط الصغير , أقطتع جزءا صغيرا من اعضائه و أضعه مع الماده الحافظه فى اناء بلاستيكى صغير, اكتب عليه تاريخ الحفظ, 8\2009 لأجد فى الناحية الأخرى منه شرخ صغير كتب عليه : دفرسوار 1989