حسناء ينتابها الارق...
معذب يتمنى عودة محبوبته...
كلاهما يجلس فى شرفته ....
إنه الليل الأزرق يقبع بداخله السواد...
حفيف الأوراق الخضراء لشجرة تعكس فضية الظلمة على قطرات نداها... رفرفات الطيور الليلية... والأنفاس الحارة تذوب فى هواء الليل البارد. وهناك فى صفحة السماء قرص فضى يبتسم ويراقب فى سلام.
كلاهما يجلس فى شرفته... كلاهما يرى حلمه هناك يتقافز بين النجوم بضحكة عابثة يحثهم ليتبعوه
كلاهما يجلس فى شرفته... ولكن هناك المزيد...
بجوار فرسه النائم يجلس يحملق فى بقايا الرماد المشتعل. يفكر كيف سيكون غده؟ يتأمل حوله التلال الرملية، خليط من الأحمر والأصفر مصبوغة بزرقة نهار يكاد يتلاشى فى ليل وشيك, وتألق النجوم يصور لخياله المزيد.
يستلقى فوق الرمال ويتساءل أين تبدأ هذه الزرقة وأين تنتهى؟
ينظر للنجوم منتظر؛ هل من مجيب؟!
زرقة الليل عميق السواد إلا من بعض اللألئ المنثورة فوق صفحة السماء المخملية
وحيدا يرقد فى صحراء فضية مترامية الأطراف فى ضوء النجوم وهواء الصحراء الجاف يداعب وشاحه الأبيض. صوت الرمال المتطايرة يندمج مع صيحة نصر من طائر يحلق...
وحلمه هناك يتقافز وسط التلال فى اتجاه الشمال...
ففى الشمال النهاية.. وربما أيضا بداية.
نهاية عالمه المعروف وبداية عالمه الخفى.
هنا أمامه حيث يجلس فوق الرمال الرطبة، فى سواد لانهائى ينظر، يبحث عن الخط الفاصل بين الأرض والسماء, ثم لا يلبث فيعجز ويكف عن البحث.
فيكتفى بالتأمل، والتساؤل... هل حقا هناك سيجده؟ حلمه القديم!!
قد بدأ هنا فى نفس البقعة واختطفه الموج الأسود سهوا
حلمه هنا يرقد فى عمق المحيط ولربما وصل أو كاد حيث اندمجت النهايتان فانعدمت الزرقة وساد السواد.
سواد الليل العميق مرصع بالنجوم مكلل بزبد البحر الأبيض.
حلمه هناك يسمع صوته يناديه من تحت الأمواج المتصارعه ينتظر من ينقذه.
ولا يستطيع تجاهله
لذا سيذهب... متى يجد الخيط الفاصل سيذهب...
ينظر فى الأفق يراقب النجوم وتتابع الأمواج...
هل اصاب الارهاق بصره؟ أم أن السواد قد انقشع؟
ها قد عادت الزرقة, عميقه فى البداية، ثم انبعثت منها اطياف حمراء كأن السماء تدمى. والبحر الملطخ صار للهدوء أقرب وأميل.
الآن يراه الجميع. يتصاعد فى خجل من وراء المبنى البعيد يصعد، من فوق التلال يسرى، من قلب المحيط ينجو...
من وراء الأفق ها قد ظهر.......
قرص أحمر...
No comments:
Post a Comment